
دعاء المظلوم.. نصرة إلهية عاجلة ولو بعد حين

يُعد دعاء المظلوم من أعظم الأدعية التي يُستجاب لها سريعًا، إذ يحمل بين طياته ألمًا وحرقة لا يردها الله خائبة، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: "اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تُحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".
ويؤكد العلماء أن انتقام الله من الظالم أشد وأقسى مما قد يتمناه المظلوم نفسه، لذا ينصحون كل من وقع عليه ظلم بأن يلجأ إلى الله بالدعاء والعبادة، لا سيما بصلاة ركعتين لقضاء الحاجة، ثم ترديد: "حسبي الله ونعم الوكيل.. وأفوض أمري إلى الله"، بنية رفع الظلم وتحقيق النصر.
سُنة نبوية في الدعاء على الظالم
وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تبرز مشروعية الدعاء على الظالم، ومن ذلك ما رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم، عندما مزّق كسرى كتاب رسول الله: "فدعا عليهم رسول الله أن يُمزّقوا كل ممزق"، وقد تحقق الدعاء.
كما جاء في الصحيحين عن ابن مسعود، أن النبي دعا على رموز قريش الذين آذوه، قائلاً: "اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة..." وذكر أسماءهم، وقال ابن مسعود: "فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر".
الظلم.. عاقبته وخيمة ولو بعد حين
القرآن الكريم حذر من الظلم، وجاء في سورة إبراهيم: "ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار". كما قال النبي في الحديث الشريف: "اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب".
وفي هذا السياق، أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الله تعالى قد يستجيب لدعوة المظلوم حتى لو كان غير مسلم، مشيرًا إلى أن التأخير في وقوع العقوبة على الظالم لا يعني نسيان الله، وإنما لحكمة يعلمها وحده.
وأوضح أن العقاب قد يأتي للظالم في الدنيا، أو يُؤخر للآخرة، مستدلًا بحديث النبي: "إن الله يُملي للظالم، فإذا أخذه لم يُفلته"، ثم قرأ: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة، إن أخذه أليم شديد".
رسالة طمأنة للمظلومين
هذه النصوص تُعد مصدر عزاء لكل مظلوم، خاصة حين يرى الظالم يزداد قوة وسطوة دون أن يُصاب بسوء، إذ إن النهاية محسومة، والله سبحانه وتعالى وعد بنصر عباده المظلومين في الدنيا أو الآخرة، وهو أصدق القائلين.
